حين نعلم أن كل ذلك لم يتحقق عن شعور وقصد فالنظام الحاصل في الستار من رش الصبغ وليد التصادف.
الجواب :
ان هذا الاشكال ناشئ من خطأ المعترض في تفسيره للنظم ، وتحديده لمفهومه.
وبعبارة أخرى أن صاحب هذا الاعتراض استخدم وصف النظم في ما لم يكن من مصادیق النظم واليك بيان ذلك :
أن النظم ـ كما سبق تعريفه ـ هو عبارة عن «الترابط والتناسق والتعاون بين أجزاء مجموعة واحدة لتحقيق هدف معين بحيث لو ارتفع أحد تلك الاجزاء لاختلت المجموعة وفقدت الاثر المترتب عليها».
فالساعة وغيرها من المصنوعات التي يتسم تركيبها بالترابط والاتساق والتعاون بين أجزائها على النحو المذكور ، هي من مظاهر النظام بالمعنى الذي عرفت للنظم.
فاذا كان هذا هو حقيقة النظام فلندرس معاً المثالين الذين ضربهما المعترض لنرى هل هما من مصادیق النظام أم لا؟
ان النظر في ذينك المثالين يقودنا إلى الحقائق التالية ، أو انه يتطلب طرح الامور التالية :
أولا : هل قطع السحب المتناثرة التي يتخيلها الناظر في السماء على هيئات وصور حيوانية معينة تخضع لمثل هذه الترابط والتعاون والتناسق الذي تترتب عليه غاية معينة حتى يصلح للتمثل به في المقام أم لا؟
لا شك انه لا يوجد مثل هذه المواصفات في تلك القطع المتناثرة من