فقانون الجاذبية العامة ، وانكسار النور وقوانين الزهرة مما لا يختلف في فهمها الشرقي والغربي ، مهما اختلفت سلائقهما واذواقهما اذ ليست للسلائق والاذواق أي دخالة أو مجال في تقييمها لكونها اموراً واقعية وذات معايير ثابتة في معزل عن ذوق الانسان وتخيلاته وتصوراته.
وثانیاً : ان النظام انما يكون بحيث يمكن أن يصل الانسان بالسير على نهجه ، واتباعه إلى نتائج معلومة وقطعية ، كما نشاهد ذلك في الحياة البشرية.
فالانسان يبني أكثر نشاطاته التكنولوجية ومخترعاته العلمية على اساس النظم والنواميس والقوانين الطبيعية التي اكتشفها من الكون المحيط به.
ولهذا استطاع أن يطلق الاقمار الصناعية إلى الفضاء ، وينزلها على القمر في الوقت المحدد وبالسرعة المعينة ، وفي المكان المطلوب لها. ولولا وجود هذه النظم لما استطاع أن يتوصل الى معرفة النتائج سلفاً ، ولما استطاع أن يتنبأ بموعد الهبوط على وجه التحديد ، ومكان النزول بشكل معلوم ومطلوب ، وبالتالي لما استطاع أن يصل الى هذه الغايات من دون ان تخطأ حساباته.
في حين لا يمكن بناء هذه الاعمال التي تستلزم المحاسبة والنظام ، علی الصور والهيئات المتخيلة والتي يتصورها المعترض انها من مصادیق النظام.
ثالثاً : أن النظم والمنظّم قابلان للتكرار اذا روعيت نفس المحاسبات والنسق فيمكن مثلا ایجاد آلاف الساعات من نوع الساعة المعينة بينما لا تكون الصور المتخيلة في المثالين السابقين قابلة للتكرار ، فقد لا تكرر نفس المناظر التي حدثت من أول اطلاقة للاصباغ بالبندقية ، وان تكرر الاطلاق والرش بذات البندقية عدة مرات.