النظام ، وتحدث شيئاً فشيئاً ، في الاونة بعد الاخرى ، حتى يحصل هذا النظام الهائل الكامل في هذه الصورة يكون احتمال حصول «الخلية المنظمة» عقيب التصادفات الكثيرة ، احتمالا مقبولا وغير مستبعد في نظر العقل ، وهكذا الحال في سائر الأنظمة الموجودة في الأشياء الأخرى.
الجواب :
ان الاجابة على هذا الاعتراض تكون من وجوه :
أولا : ان الانسان الفاحص في المخلفات الأثرية ، وبقايا الحضارات السابقة اذا وقف على قطع اثرية قديمة (كالكيزان الخزفية والأواني المعدنية المنقشة ، وغيرها مما دلت على مرور ازمنة طويلة على وجودها في الأطلال وتحت التلال ، قد تبلغ مأة الف سنة مثلا) لا ينسب تكون هذه القطع الأثرية الى التصادف ، حتی لو كان مادي الاتجاه والتفكير ، مع امكان احتمال تكونها من التصادف في تلك المدة الطويلة ، بل نجده على العكس من ذلك يستدل بها على وجود صناع مهرة وحضارات وثقافات ، وتقاليد خاصة لمن صنعوها ، وعاشوا في تلك المنطقة ، وعلى غابات لهم من وراء تلك الأشياء المصنوعة بدقة ، وظرافة ، وجمال.
فلماذا لا يذهب «المادي» الى احتمال تكون هذه الاشياء عقيب تصادفات طويلة وعديدة تلاحقت خلال ازمنة متمادية ، خاصة أن كل ما يدخل في صنع هذه القطع الأثرية كالكيزان الخزفية او الاواني المعدنية من عناصر ، موجودة بعينها في الطبيعة ، وفي تلك التلال او الكهوف؟ ترى عندما نقف على بقايا قصر متهدم تحت اكوام التراب ، قد استخدم في بنائه الطين والصخر والاخشاب والحجر ومضى على اندثاره آلاف الأعوام لماذا لا يحق لاحد ـ عقلا ـ أن يدعي بان هذا القصر المندثر قد وجد ـ يوم وجد ـ نتيجة حوادث اتفاقية ، وبسبب احداث