عديدة وقعت على نحو الصدفة ، مثل أن يكون طوفان هائج هو الذي قلع الصخور من الجبال ، وقطع الاخشاب من الأشجار ، وجلب المياه من البحار ، وخلطها بالتراب ، ثم انتهى الأمر ـ بعد سلسلة من التفاعلات الاتفاقية المتكررة والتصادفات العديدة جداً إلى قيام ذلك القصر وانتظام تلك الصخور والاحجار والطين على هيئة اسس وجدران ، وسقوف وحيطان ، وابواب ونوافذ ، وسطوح وشرفات؟!
اليس ذلك لان العقل ، كلما شاهد آثارالاتساق والانسجام والترابط والتعاون بين مجموعة من الأشياء والأجزاء على نحو يحقق غاية معينة ، وهدفا خاصا يأبى أن ينسب ذلك الى التصادف والاتفاق؟
* * *
ثانياً : ان كثرة التصادفات ، وان كانت تؤدي الى احتمال تكون بعض النظام ، الا ان هناك احتمالا آخر وهو أن تصادفاً واحداً من تلك التصادفات يمكن أن تقضي على ذلك النظام البسيط الجزئي الحاصل من التصادفات السابقة.
ولأجل هذا لا يمكن ان ننسب «النظام الكامل» الى التصادفات المتعددة الكثيرة في الأزمنة المتمادية اذ أن كثرة التصادفات كما يمكن أن تؤدي إلى حصول شيء من النظام كذلك يمكن أن يؤدي تصادف واحد إلى انهيار كل ما وجد في السابق.
ولتقريب هذا المعنى الى الذهن نات بالمثال التالي ـ.
لو اننا جمعنا في برميل كبير مأة قطعة من الأجر مرقمة من واحد إلى مأة ، ثم خضضنا ذلك البرميل عشرات المئات لتنتظم تلك القطع فوق بعضها بالترتيب العددي عن طريق التصادف فاحتمال أن يتحقق ذلك بفعل التصادفات هو بنسبة واحد الى مأة ، وهذا الاحتمال وان كان غير مستبعد الا ان احتمال أن تؤدي