هزة أخرى وتصادف اخر الى انهيار ذلك النظام الجزئي ، واضمحلاله امر وارد ايضاً ، بل هو أقوى بكثير من الاحتمال الأول ، ولهذا لا يمكن ان نعول على فكرة التصادفات الكثيرة في حصول النظام الكامل.
وبعبارة أخرى : أن التصادفات العديدة وان كان من المحتمل أن تنتهي الى النظم الجزئي لكنه في الوقت نفسه يحتمل أن يقضي بعض هذه التصادفات علی ما تحقق من النظم الجزئي اثر التصادفات السابقة ، فالتصادفات الكثيرة سيف ذو حدين يمكن أن تبني ويمكن أن تهدم. واحتمال الهدم اقوى بكثير من احتمال البناء.
* * *
ثالثاً) : ان الموجودات الطبيعية والمصنوعات البشرية أمام هذا الاحتمال (ای احتمال نشأتها بالصدفة) سواء فان العناصر الموجودة في المصنوعات البشرية كالساعة مثلا هي عين العناصر التي تتألف منها الموجودات الطبيعية كالجسم الانساني ، فلماذا تقوم الطبيعة وبطريقة التصادفات بصنع القسم الثاني دون القسم الأول؟ ، فكما ان العناصر التي تتكون منها الأشياء الطبيعية موجودة في الطبيعة ، كذلك العناصر التي تتالف منها الادوات والالات الصناعية هي الأخرى موجودة في الطبيعة أيضاً ، فلماذا تقوم الطبيعة بصنع الدابة والشجرة بسبب التصادفات ـ حسب زعمهم ـ ولا تقوم بصنع الساعة وما شابهها مع أن مقومات الجميع برمتها موجودة في نفس الطبيعة ،؟ وما الفرق ـ تری ـ بين هذين الصنفين من الكائنات.
أليس لو صح امكان حصول الساعة وما شاكلها بسبب الصدفة وجب أن نجد في غابات الامازون او في صحاري الجزيرة العربية التي قلما يتفق ان يمر بها انسان ، انواعاً عديدة من الساعات وغيرها من المصنوعات البشرية؟
ان العجيب هو أن الذين ينسبون تكون النظام السائد في الكون الى التصادف