لا يقبلون ان يتفوه احد بان قطع الساعة المصنوعة انضم بعضها إلى بعض على هيئة ساعة ـ بعد أن كانت مفككة ـ وذلك بسبب التصادف فضلا عن حصول نفس ادواتها بهذا الطريق مع ان الأول (وهو انضمام القطع المصنوعة المفككة إلى بعضها) اقرب الى التحقق عن طريق الصدفة ، من الثاني (وهو نشأة اصل القطع بالصدفة)!
كما أن من العجيب ايضاً ان يعد الناس ما يقوم به الانسان ـ في ضوء علومه وتحقيقاته ـ بصنع بعض الفيتامينات والهورمونات بالوسائل العلمية الدقيقة بحيث لا تتفاوت ولا تختلف ـ من حيث الكيفية والفوائد والاثار ـ عن نوعها الطبيعي ، دليلا على نبوغ البشر وقوة فكره ، مع أن نماذجها الأصلية موجودة في الطبيعة ، مثلا بمثل ، فلماذا لا يعدها هؤلاء دليلا على شعور صانعها وموجدها ، وقصده؟
ان النظم السائد على الكائن الطبيعي مثل البروتين اعظم ، واكثر تعقيداً من النظام السائد في جهاز الساعة ، فهي تحتوي على نسب دقيقة في عناصرها ، بحيث لو اختلت لاستحال وجود البروتين ، فكيف يذعن هؤلاء بدحالة الشعور والقصد في تكون الساعة ونشأة غيرها من الالات والمصنوعات البشرية ، وينكرون ذلك في نشأة ما هو اعقد منها كالبروتين؟