المعترض صلتها به ، وسوف نذكر في هذا الفصل الاعتراضين المرتبطين بهذا البرهان ونتناولهما بالدراسة والتحليل ، والاجابة والرد ، كما سنذكر في نهايته بقية الاعتراضات حتى يعرف القارئ بنفسه عدم توجه هذه الاعتراضات الی «برهان النظم» وانما هي اعتراضات تتوجه الى عقائد الالهيين في مجالات اخرى.
واليك فيما يأتي بيان الأشكال الأول من الاشكالين اللذين وجههما هیوم الى برهان النظم ، والاجابة على ذلك.
هل جربنا الكون؟
ان المشابهة بين الكون ، والمصنوعات البشرية تقضي بان نحكم بان للكون صانعاً خالقاً ، اذ أننا بعد أن جربنا «المصنوعات البشرية» مراراً علمنا بانها لا توجد الا لعلة ، فكما أن البيت لا ينشأ بلا بناء ، والسفينة لا توجد بلا صانع ، فكذلك الكون ـ لشباهته بالمصنوعات البشرية ـ لا بد له من خالق صانع.
هذا هو تقرير برهان النظم وهذا هو أساسه كما تصوره (هيوم) ، أو كما كان سائداً عند فلاسفة الغرب.
ثم إن «هيوم» انتقد هذا الاستدلال بقوله : أن هذا الاستدلال مبني على «التشابه» بين الكائنات الطبيعية ، والمصنوعات البشرية ، ولكن هذا التشابه لا يكفي السحب وتعدية حكم احدهما إلى الاخر لاختلافهما ، فاحدهما موجود طبيعي ، والأخر موجود صناعي ، فكيف يمكن أن نستكشف من احدهما حكم الاخر؟
صحيح أننا جربنا المصنوعات البشرية فرأينا انها لا توجد الا بصانع عاقل ، وفاعل ماهر كما في البيت والسفينة والساعة وغير ذلك ، ولكننا لم نجرب ذلك في