الكون ، فان الكون لم يتكرر وجوده حتى يقف الانسان على كيفية خلقه وایجاده بل واجهه لاول مرة ، ولهذا لا يمكن أن يثبت له علة خالقة على غرار المصنوعات البشرية ، الا اذا جربه من قبل عشرات المرات ، وشهد عملية الخلق والتكون ، كما شاهد ذلك وجربه في المصنوعات البشرية ، حتى يقف على أن «الكون» بما فيه من النظام لا يمكن هو الآخر أن يوجد من دون خالق عليم ، وصانع خبير.
هذا هو الاشكال الاول الذي وجهه «هيوم» إلى برهان النظم قررناه لك بعبارة واضحة سهلة.
الجواب :
وللاجابة على هذا الاشكال يتعين علينا ـ قبل ذلك ـ ان نعطي لمحة سريعة عن ادوات المعرفة ، لارتباط ذلك بالجواب ، ومساعدته على حل الاشكال فنقول :
أدوات المعرفة :
ان أدوات المعرفة ـ كما ذكرها العلماء في أبحاث نظرية المعرفة ـ هي عبارة عن :
اولا : الحس :
ويعتمد عليه الانسان في اموره الشخصية والجزئية ، فاذا رأى ولو مرة واحدة حدوث الماء من عنصري الاوكسجين والنتروجين حصلت له معرفة جزئية حسية بذلك بيد انه لا يمكنه ان يسحب هذا الحكم من هذا المورد الخاص على كل الموارد الأخرى ، فيعتقد بأن كل المياه تتركب من ذلك الا بمعونة الادوات