العقل الى الحكم بانها من فعل خالق عليم لاحتياجها إلى دخالة شعور وعقل وهدفية وقصد. وبهذا تبين أن بين الجهاز المنظم ودخالة العقل والشعور رابطة منطقية وان شئت قلت : أن ماهية نفس النظام بمقوماته (الثلاثة الترابط والتنسيق والهدفية) تنادي بلسانها التكويني أن النظام مخلوق عقل واسع وشعور كبیر.
هذا عن حكم العقل بذلك منطقياً ، واما حكم العقل بذلك رياضيا فاليك بيانه :
ب ـ الارتباط الرياضي بين النظام ودخالة الشعور :
ان العقل عندما يرى اجتماع ملايين الشرائط اللازمة لاستقرار الحياة على الارض بحيث لو فقد بعضها لاختلت الحياة.
أو عندما يري اجتماء الا في الاجزاء والعناصر اللازمة للابصار في العين بحيث لو فقد جزء واحد او تقدم أو تأخر عن مكانه المعين لاختلت عملية الرؤية واستحال الابصار يحكم بان هناك عقلا جباراً ارسی مثل هذا النظام ، وأوجد مثل هذا التنسيق والانسجام ، والترتيب والتوفيق وبالتالي حكم بدخالة الشعور في ذلك ونفي حصوله بالصدفة والاتفاق ، لان اجتماعها عن طريق الصدفة يمكن أن يؤدي الى آلاف الصور والكيفيات الاخرى غير هذه الصورة المناسبة وحينئذ یكون احتمال استقرار هذه الصورة من بين تلك الالاف من الصور ـ من طريق الصدقة ـ احتمالا ضعيفاً جداً يكاد يبلغ الصفر الرياضي في ضئالته ، وهو ما لا يذهب اليه انسان عادي فضلا عن العاقل المحاسب.
اجل ان هذه المحاسبية الرياضية التي يجريها العقل اذا هو شاهد النظام السائد في الكون ، تدفعه الى ان يحكم بان هناك علة عاقلة اختارت هذه الصورة من بين آلاف الصور بقصد وارادة ، وجمع تلك الشرائط اللازمة بهذا الشكل المناسب للحياة.