واليك ـ فيما يأتي ـ الأول ثم الثاني تباعاً.
أ ـ الارتباط المنطقي بين النظام ودخالة الشعور :
ان العقل يسري في الكون نظاماً ، والنظام ليس في حقيقته الا عبارة عن امور ثلاثة :
١ ـ الترابط بين اجزاء متنوعة مختلفة من حيث الكمية والكيفية.
٢ ـ ترتيبها وتنسيقها بنحو يمكن التعاون والتفاعل فيما بينها.
٣ ـ حتى يتحقق الهدف المطلوب والغاية المتوحاة من ذلك الجهاز المنظم.
والنظام بهذا المعنی موجود في كل أجزاء الكون من ذرته الى مجرته.
فاذا نظر العقل ذلك في كل جوانب الكون ابتداء من الذرة ومروراً بالانسان والحيوان والنبات وانتهاء بالنجوم والكواكب والمجرات ورأى فيها اجزاء مختلفة في الكمية والكيفية أولا ، ومنسقة ومرتبة بنحو خاص ثانياً ورأى كيف يتحقق بذلك الهدف المنشود من وجودها ثالثاً ، حكم من فوره بان ذلك لا يمكن أن يصدر الا من فاعل عاقل ، وخالق هادف شاعر ، يوجد الاجزاء المختلفة كماً وكيفاً ، ويرتبها وينسقها بحيث يمكن أن تتفاعل فيما بينها وتتعاون لتحقيق الهدف المطلوب من وجودها.
وهذا الحكم الذي يصدره العقل لا يستند إلى شيء غير النظر الى ماهية النظام وطبيعته الابية عن الصدور من دون فاعل عاقل مدبر ، فلا هو يستند إلى التشابه ولا هو يستند إلى التجربة كما تخيل هيوم واضرابه.
ان ملاحظة العقل لما في جهاز العين ، او الاذن ، أو المخ أو القلب ، أو الخلية. من النظام بمعنی تحقیق اجزاء مختلفة كماً وكيفاً ، وتناسقها بشكل يمكنها من التعاون والتفاعل فيما بينها ، ويتحقق الهدف الخاص منها تدفع