على اختلافها والهدفية استدل بذلك على وجود فاعل عاقل وخالق مدبر خلق وقدر ونظم ودبر ، وليس هذا الامن باب دلالة الاية على ذي الآية التي تشكل احدى الوان المعرفة البشرية وطريقاً مهماً من طرقها الأساسية المعترف بها للحصول على المعلومات الغائبة عنه.
اليس يقول شاعرهم :
ان آثارنا تدل علينا |
|
فانظروا بعدنا الى الاثار |
هذا ولقد اشار القرآن الكريم الى هذا اللون من المعرفة واكد على أهميته ودعى الى سلوكه اذ قال :
١ ـ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا. (الروم ـ ٢١)
٢ ـ وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُم مِّن فَضْلِهِ. (الروم ـ ٢٣)
٣ ـ وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِن دَابَّةٍ. (الشوری ـ ٢)
وبهذا تبين أن برهان النظام انما هو من مقولة الاستدلال بالاية على ذي الاية فلا يرتبط بالتمثيل أو التجربة حتى يرد عليه أي اشكال.
أما التمثيل فواضح جداً ، وأما التجربة فلان شرطها الاصيل هو وقوع الطرفين ـ في التجربة ـ في نطاق وافق الحس ، فالانسان عندما يجرب تبدل الماء بالنار الى البخار فانه يشاهد الماء ونفس التبدل والبخار ، واما في هذا القسم فانه لا يشاهد الا نفس الاية من دون أن يشاهد ذي الاية ، ومن دون أن يقع في افق الحس ، وانما یستدل بها عليه ، وهذا نوع من المعرفة لا يمت الی التجربة بصلة.