يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا (الروم ـ ٧)
ولهذا السبب نفسه نجد الكثير من العلماء المنصفين الذين لم تبهرهم منجزات العلوم ، ولم يغرهم ما حصل لهم من التقدم ، يعترفون بقصور العلم البشري ، ويحذرون من التسرع في القضاء والحكم على الأشياء ، ويدعون إلى الانتظار حتى تنجلي الأمور مع الزمن حتى ان احدهم وهو العالم الانجليزي الاستاذ «ولیم كروكش» مكتشف اشعاع المادة والمخترع لالات كيماوية كثيرة قال :
«من بين جميع الصفات التي عاونتني في مباحثي النفسية وذللت لي طرق اكتشافاتي الطبيعية وكانت تلك الاكتشافات احياناً غير منتظرة ، قلت من بين تلك الصفات عندي اعتقادي الصحيح الراسخ بجهلي» (١).
وقال الأستاذ «اوليفر لودج» من اكبر علماء الطبيعة الانجليز ومكتشف نظرية التلغراف اللاسلكی :
«ان الشيء الذي نعلمه ليس بشيء في جانب ما يجب علينا أن نتعلمه ، وقد يقال ذلك أحيانا بلا اعتقاد ، اما بالنسبة لي انا فهو الحقيقة الحرفية» (٢).
وقال الدكتور «الكسیس كاریل» العالم البيولوجي الفرنسي عن للانسان وعالمه المعقد والمليء بالاسرار والعجب :
«الانسان آلة معقدة جداً وغير قابلة للتقسيم ، وما من شيء يمكنه التعبير عن الانسان ببساطة ، وليست هناك من طريقة قط لفهم الذات الكاملة للانسان .. ان مناطق واسعة من عالمنا الداخلي مجهولة. ان من الممكن جداً طرح اسئلة كثيرة من هذه الأشياء التي تثير الكثير من الدهشة والتعجب ، ولكن الحقيقة
__________________
(١) على اطلال المذهب المادي ج ١ ص ١٣٦.
(٢) على اطلال المذهب المادي ج ١ ص ١٢٧.