الواضحة انه لا توجد ردود مقنعة على كل هذه التساؤلات (١).
ولقد سبق العلماء المسلمون الى تقرير هذه الحقيقة من قبل. وينبغي أن نعيد هنا ما قاله الحكيم الالهي حول بعض الظواهر الطبيعية التي يتوهم شذوذها عن النظام الكوني البديع :
ما لیس موزوناً لبعض من نغم |
|
في نظام الكل كل منتظم |
٣ ـ الشر أمر قیاسي :
ان التوحيد في الخالقية يقتضي أن يصدر كل ما في «النظام الامكاني» جلیله ودقيقه ، من جانب الله سبحانه ، فلا خالق سواه وحينئذ ينطرح هذا السؤال :
كيف تصدر الشرور عنه وهو سبحانه خیر محض ، واية صلة بين الخير المحض والشرور؟
كيف يخلق الله العقارب السامة ، والحيات القاتلة ، والحيوانات المفترسة والسباع والضواري وهي كما تبدو شرور؟
ولقد اجاب الالهيون عن هذا الاشكال في أبحاثهم وأحاديثهم عن مراتب التوحيد ، فقالوا بان الشر أمر عدمي اي ليس ذات واقعية في صفحة الكون ، بل هو أمر انتزاعي ، تنتزعه النفس من مقایسة امر الى أمر ، وتوضيح ذلك ، ان الصفات على قسمين :
١ ـ ما يكون له واقعية كموصوفه ، مثل ان نقول الانسان موجود ، أو أن المتر يساوي ١ سنتيمتر ، وهذا يكون صفة حقيقية ذات واقع خارجي موجود بالفعل سواء توجه اليه الذهن أم لا؟
__________________
(١) الانسان ذلك المجهول.