هناك نقطة اتكاء قائمة بنفسها؟
وبعبارة اخرى : أن أمامنا ـ تجاه سلسلة العلل والمعالیل ـ فرضين لا ثالث لهما :
الفرض الاول) ـ أن نقول بانتهاء هذه السلسلة الى نقطة لا فقر فيها ولا احتياج الى علة تسبقها ، أي أن نذعن باستناد هذه السلسلة الى تلكم العلية الغنية القائمة بنفسها وهو «الخالق الازلي» لتخرج هذه السلسلة من التناهي ، الثابت بطلانه.
الفرض الثاني) ـ أن نقول بعدم انتهاء هذه السلسلة الى مثل هذه النقطة وعدم اتكائها على صنع خالق أزلي موجود بنفسه ، غني في ذاته عن كل ما عداه.
وحيث ظهر بطلان الفرض الثاني في ضوء التقرير السابق يبقى الفرض الأول فقط ، وحينئذ يثبت ما يذهب اليه الالهيون من «أزلية الخالق» وغناه عمن سواه.
بطلان التسلسل بتقرير آخر :
ويمكن بيان «بطلان التسلسل» بنحو آخر وهو أن وجود المعلول الاخير اذا كان مشروطاً بوجود ما يسبقه من العلة وكانت تلك العلة المتقدمة مشروطة في وجودها بوجود ما قبلها ، واستمر هذا الاشتراط الى غير النهاية ، تكون النتيجة تصور موجودات غير متناهية ، مشروط وجود كل واحد منها بوجود ما قبله ، بحيث اذا سألت كل واحد عن شرط تحققه لاجابك بأنه لا يتحقق الا أن يتحقق ما تقدمه ، ولو سألت ما تقدمه لاجابك بهذا أيضاً ، وهكذا ...
فعند ذاك تصبح النتيجة هو تصور «سلسلة مشروطة» أو قضايا مشروطة غير متناهية لم يتحقق شيء منها بعد ، لعدم تحقق شرط كل واحد ، فكيف تتحقق