السلسلة مع عدم تحقق شرطها؟.
وبعبارة أخرى : لو كان هناك موجود مطلق ، وقضية غير مشروطة ، لم يشترط وجودها بشيء ـ كما هو الحال اذا أنهينا السلسلة الى خالق أزلي ـ فعند ذاك يتحقق شرط كل حلقة ، وقضية ، فتصبح السلسلة موجودة لتحقق شرط الجميع ، وأما اذا كان الجميع أمراً مشروطاً ، وقضية معلقة ، فيما انها لا تتوقف السلسلة عند حد لا يكون الشرط متحققاً ، وفي هذه الحالة كيف يتحقق المشروط بلا تحقق شرطه ، ان النتيجة في هذه الحالة هي أن يمتنع تحقق قضايا مشروطة لا يوجد بينها ـ أو لا تنتهي الى ـ قضية مطلقة ، ولنأت بمثال لتوضيح ذلك :
لو أن أحداً اشترط التوقيع على ورقة بتوقيع شخص آخر ، والثاني بتوقيع ثالث ، ثم رابع ، وهكذا الى غير النهاية ، فان من البديهي انه لا تمضي تلك الورقة أبداً ، ولا يتم التوقيع عليها مطلقاً.
وهكذا لو أن أحداً اشترط حمل صخرة بحمل شخص آخر لها ومساعدته له ، واشترط الثاني حملها بحمل ثالث ، والثالث بحمل رابع وهكذا الى غير النهاية ، فان هذه الصخرة لن يتم حملها الى الابد لتسلسل الشرائط ، وتوقف كل حمل على حمل يسبقه.
وهذا هو أوضح ما يمكن أن يقال في «ابطال التسلسل» وان كانت ثمة تقریرات وأدلة أخرى لهذا البرهان أشار اليها لفيف من فلاسفة الاسلام في مؤلفاتهم نذكر منهم :
١ ـ المحقق الحكيم الاقدم الخاجه نصیر الدين الطوسي (المولود عام ٥٧ هـ والمتوفى عام ٦٧٢ هـ) اذ قال في تجريده :
«ولا يتراقی معروضاهما (أي معروضا العالية والمعلولية) في سلسلة واحدة غير النهاية ، لان كل واحد منهما ممتنع الحصول بدون علة واجبة ، لكن الواجب بالغير (سلسلة المعالیل) ممتنع (الحصول) أيضاً لكونه محتاجاً الى