على وجود الله سبحانه ، وقاعدة للانطلاق الى اثباته.
ويعتمد «برهان النظام» في اثباته لوجود الخالق على ظاهرة النظام الكوني وما لها من دلالة على وجود المنظم ، فهو يجعل من هذا النظام البديع السائد على كل ارجاء الكون من ذرته إلى مجرته دليلا على وجود الخالق الصانع ، الواهب للمادة نظامها وتناسقها ، اذ يمتنع ـ في العقل ـ صدور مثل ذلك النظام فاعل غير شاعر ولا حكيم.
وأما برهان «حساب الاحتمالات» فيعتمد على ما يقول به العقل والمنطق السليم من «استحالة اجتماع بلايين الشرائط المؤدية الى استقرار الحياة بشكلها الفعلي عن طريق الصدفة» على أساس أن اجتماعها بمحض الصدفة والاتفاق احتمال ضعيف جداً يكاد يقرب من اللاشيء بالنظر إلى كثرة الشروط اللازمة وامكان وقوع صور اخرى غير هذه الصورة.
فبرهان ما اسميناه بمحاسبة الاحتمالات يجعل من هذه الاستحالة الرياضية سلماً لاثبات الخالق العارف لاحتياج انتخاب اجتماع هذه الظروف والشرائط اللازمة بهذه الصورة لا بغيرها من ملايين الصور الأخرى غير المناسبة للحياة الى فاعل عاقل خبیر حكیم اختار هذه الصورة دون غيرها بقصد وارادة ، وعلم ودراية.
وبرهان التوازن يتخذ من التوازن القائم بين اشياء الطبيعة ، والضبط الحاكم عليها دليلا على وجود الخالق الفاعل المقدر الذي أرسى هذا التوازن واحاط الأشياء بذلك الضبط.
وبرهان الهداية في عالم الحيوان يجعل من هذه الظاهرة في عالم الحيوانات وكيفية اختيارها وانتخابها لما يصلحها الكاشف عن هداية ربانية لها دليلا على وجود القوة الهادية وراء هذا العالم وهو الله سبحانه.