اما ان يكون وجوداً قائماً بنفسه غير متخذ من غيره.
واما ان يكون مكتسباً ومتخذاً من غيره.
وبعبارة اخرى : ان ما يتصوره الذهن من كل شي ، اما أن يكون الوجود نابعاً من ذاته ، فهو الغني في وجوده عن علة توجده.
واما ان لا يكون الوجود نابعاً من ذاته بل يحتاج في تلبسه بلباس الوجود إلى شيء آخر.
وهذا التقسيم ـ كما ترى ـ دائر بين النفي والاثبات ولا يتصور له شق ثالث ، وأما أن أي وجود داخل في القسم الاول او القسم الثاني فهو يحتاج الى دليل آخر.
الثالثة) : ان الشق الثاني من التقسيم المذكور (اعني ما لا يكون نابعاً من نفسه) لابد له من علة ، لتوقف وجوده وتحققه على شيء ، ولان احتیاج ممكن الوجود الى العلة من الامور البديهية ، فان معنی الممكن هو ما تستوى نسبة الوجود والعدم اليه فيحتاج خروجه من حد الاستواء الى احد الجانبين (الوجود او العدم) الى مرجح.
الرابعة) : ان حاجة الممكن الى العلة لابد أن تتوقف في نقطة خاصة تكون هي الواجب وجوده بالذات ، لان تسلسل الملل والمعاليل الى ما لا نهاية يستلزم التسلسل الذي ابطلناه ، فلابد من ان يكون فوق جميع هذه العلل والمعالیل «علة عليا» اليه تنتهي السلسلة ، ويكون هو الغني بالذات ، غير المحتاج الى شيء مطلقاً.
تلك هي المقدمات الأربعة التي اقام الشيخ الرئيس ابن سینا برهانه عليها ونقول في توضيحها والبرهنة عليها :
اما المقدمة الأولى التي تشير إلى وجود الواقع الخارجي حقيقة ، فهو