تارة أخرى.
نعم لم تخل كل فترة من فترات التاريخ البشري من افراد معدودین اصيبوا بالشك والحيرة في مسألة الايمان بوجود الله ، الشبهات حصلت لهم او بحجة أن أدلة الالهيين لم تقنعهم أو لا تفي بحل ما أبهم عليهم.
غير ان وجود هذا العدد من الحيارى والشكاك لا يكون دليلا على وجود نظام فكري مترابط الحلقات للالحاد او الشك طوال التاريخ كما عليه «الفلسفة الالهية».
فان غاية ما يستفاد من مطاوي التاريخ في هذا المجال هو وجود بعض الشكوك ، والشكاك ، لا وجود منهج الحادي منظم ، ونظام فكري مادي على غرار ما عليه الفلسفة الالهية ، والتفكير الديني.
ومن البديهي ان «المنهج الفكري» شيء ، ووجود بعض الشكوك الطارئة المبعثرة حول الله ، وبعض الشكاك شيء آخر.
وصفوة القول : ان الالحاد النادر الواقع في العصور المختلفة لا يعني ـ مطلقاً ـ انه كان لهذا الالحاد نظام فلسفي ، أو منهج متبع ومدرسة فكرية.
وهذا يعني ان التدين والايمان بوجود الله كان هو الأصل في جميع الحضارات والقاعدة العامة والطابع السائد في جميع الاقوام التي سادت ثم بادت ، وان حالات الشك والالحاد ما هي الا حالات استثنائية ونادرة يصاب بها بعض الأفراد نتيجة بعض الابهامات والاشكالات الطارئة.
وقد أشار القرآن الكريم الى هذه الحقيقة حيث حكی عن وجود بعض الملحدين ابان ظهور الاسلام قائلا :
وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا