شديد الحرارة ، يدور حول نفسه ببطء ، ثم برد تدریجاً بجدية لفقدان الحرارة بسبب الاشعاع فانكمش فازدادت سرعته ثم تفترض انه بمرور الوقت أصبحت القوة الطاردة المركزية عند خط الاستواء إلى الخارج مساوية للقوة الجاذبة إلى الداخل ، ثم انفصلت حلقة غازية ، واصبح السديم الرئيسي متزناً ، ثم انكمش لتنفصل عنه حلقة أخرى ، وهكذا وأخيراً تحولت كل حلقة ـ بطريقة ما (!!) ـ الى كتلة كبيرة أخذت تنكمش لتكون الكواكب أما ما بقي من السديم الرئيسي فقد تحول الى شمس» (١).
هاتان هما أشهر النظريات المطروحة حول نشأة المنظومة المدرسية والأرض التي تقلنا ، ونحن سواء قبلنا بالأولى أو الثانية أو بغيرها من النظريات التي سیكشف عنها العلم مستقبلا فان من المستحيل ان تستغني عن الاعتقاد بخالق مدبر للكون اذ يستحيل أن ينتهي كل ذلك الى هذا النظام المتقن ، وان تستقر ـ في المآل ـ هذه الصورة المناسبة للحياة دون غيرها من الصور من دون اشراف فاعل عاقل خبير ، ومن غير دخالة ارادة خالق علیم ، هذا مضافاً إلى ان هاتين النظريتين لا تفسران اصل نشأة النجوم والغازات والمواد.
وصفوة القول اننا يمكن أن نقبل ـ في هذه العجالة ـ باية فرضية حول كيفية ظهور الكواكب والانجم والأرض ، ولكن لا يمكننا ـ مطلقاً ـ ان نقبل بأن كل ذلك انتهى إلى هذا النظام الملائم لحياة الانسان والأحياء على هذه الأرض من دون مشيئة قوة عليا نظمت الكون وعينت مسيره ومصيره.
قال «كریسی موریسن» بعد طرح كل هذه الفرضيات وعرضها :
«اذا نظرنا إلى حجم الكرة الأرضية وبعدها عن الشمس ودرجة حرارة الشمس واشعتها الباعثة للحياة ، وسمك قشرة الأرض ، وكمية الماء ، ومقدار
__________________
(١) الموسوعة العربية الميسرة ص ١٨٣.