كيفية نشأة المنظومة الشمسية ، وظهور الارض ، وظهور الاحياء عليها وهي لا تعدو عن كونها مجرد فرضیات غير مدعمة بالحقائق ولا مسندة بالأدلة اليقينية.
بيد أن هناك من يتصور ـ أحياناً ـ أن الأخذ والاعتقاد بهذه النظريات والفروض يغني عن الاعتقاد بوجود «خالق» مدبر وفاعل منظم لهذا الكون ، وهو لاشك تصور خاطئ ، فاننا لا يمكن أبداً ـ أن ننكر وجود يد عليا تنظم هذا الكون وارادة حكيمة تسير شؤونه وتحدد مساراته ، وتفعل كل هذه الاعاجيب مهما كانت النظريات المطروحة حول كيفية نشأة الكون.
ولكي يتضح ما قلناه نشير إلى نظريتين في هذا المجال ، ثم نرى كيف لا يكون الأخذ بهما أو باحدهما ـ على فرض الصحة ـ متعارضاً مع الاعتقاد بوجود تلك اليد المدبرة وتلك الارادة العليا والمشيئة المنظمة.
ان هناك نظريتين معروفتين في هذا المجال وهما :
١ ـ نظرية المدّ ، التي وضعها «جيمس جينس» عام ١١٨ م ، التي تفترض اقتراب نجم من الشمس بسبب مد سريع على سطحها أحداثه تغلب قوة جذب النجم على جذب الشمس ، ثم بدأت المادة تتكثف وتنقسم الى كتل مختلفة تحولت فيما بعد إلى كواكب من بينها الأرض التي كانت أول الأمر كتلة غازات ملتهبة تحولت مائعة ، ثم تكونت لها قشرة صلبة (١).
٢ ـ نظرية السديم التي وضعها «لاپلاس» في قالب علمي ، وتفترض ان المجموعة الشمسية كانت سديماً (أي شكل سحابي ومجموعة من الغازات المضيئة)
__________________
(١) ويبين كریسی موریس سن هذه النظرية بيان ابسط اذ يقول : «انه قد مر نجم بالفعل قريباً من شمسنا لدرجة كانت كافية لأن تحدث أمداداً (جمع مد) مروعة ولان تقذف في الفضاء كتلا ، ومن بين تلك الكتل التي اقتلعت : الكرة الارضية» راجع العلم يدعو للايمان ص ٥٢.