المادة وهل انها حادثة أو قديمة ، مخلوقة ، او لا؟ وانما مصب البحث هو نظامها البديع فقط.
الثانية : ان الالهي يعتقد بان «المادة» بذاتها وصورتها حادثة ، بمعنى انها لم تكن ثم وجدت عنصراً وشكلا ، ولكن المادي يعتقد بان المادة أزلية غير حادثة ، وقد عرفت دلیل حدوث المادة ، واطلعت على امتناع قدمها وأزليتها.
وفي هذه المسألة يقع الحوار بين الالهي والمادي في نشأة نفس المادة وذاتها من غير نظر الى النظام السائد فيهما.
فالالهي يدعي حدوثها ، والمادي يدعي قدمها وبذلك يعلم اختلاف مصب المسألتين ، ومحط الكلام فيها.
وقد بحثنا عن كلتي المسألتين ، الواحدة تلو الأخرى فيما سبق.
فعندما كنا نطرح برهان النظام ، كنا نركز البحث ـ في الحقيقة ـ علی ان النظام الكوني البديع مخلوق لعلة وراء المادة من دون أن نتعرض لمسألة نشأة المادة ذاتها وأنها أزلية أو قديمة؟
وعندما كنا نسوق البرهان على حدوث المادة كنا نركز البحث على مسألة نشأة المادة ذاتها من دون تعرض لنظامها.
الثالثة : ان الالهي يعتقد بان الوجود لا ينحصر في الموجود المادي ، ان المادة لا تساوی الوجود بل الوجود أعم من المادة وغيرها ، فتكون النتيجة حسب هذا الاعتقاد : «ان كل مادي موجود ، وليس كل موجود مادیاً» ، وهذا يعني ان نطاق الواقع يشمل الموجود المادي وغير المادي ، فهناك في خانة الوجود اشياء اخرى ليست من المادة وخصائصها وآثارها في شيء.
ولكن المادي يری انحصار الوجود في الموجودات المادية ، ويعتقد أن