وصنع وكل ذلك يرجع الى أنه قد حصل للشيء من شيء آخر وجود بعد ما لم يكن (أي المناط هو الحدوث).
وقد يقولون : انه اذا اوجد فقد زالت الحاجة الى الفاعل حتى انه لو فقد الفاعل جاز أن يبقى المفعول موجوداً كما يشاهدونه من فقدان البناء ، وقوام البناء ، وحتى ان كثيراً منهم لا يتحاشى أن يقول : لو جاز على البارئ تعالی العدم لماضر عدمه وجود العالم لان العالم عنده انما احتاج الى البارئ تعالی في أن أوجده أي أخرجه من العدم الى الوجود حتى كان بذلك فاعلا فاذا فعل وحصل له الوجود عن العدم فكيف يخرج بعد ذلك الى الوجود عن العدم حتی يحتاج الى الفاعل (١)؟
وما استدل به «من انه اذا فعل وحصل له الوجود من العدم فكيف يخرج بعد ذلك إلى الوجود» قد مر الجواب عليه بان البقاء وجود بعد وجود وحدوث بعد حدوث على ما مر توضيحه.
وأما ما استدل به من مسألة البناء والبناء وتنزيل العالم منزلته فقد أوضحنا الجواب عنه أيضاً.
__________________
(١) شرح الاشارات ج ٣ ص ٦٧ ـ ٦٨.