ولما كان التعرف على «عالم الغيب» يكاد يكون متعذراً على الانسان المحصور في نطاق العالم المادي لذلك أوجب عليه سبحانه الايمان بذلك الغيب حيث قال : الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ (البقرة ـ ٢).
فعالم المادة عالم قابل للتجربة ، والتقدير بالادوات المادية.
وأما عالم الغيب فلا يخضع للحس والتجربة ، وانما يمكن التعرف عليه عن طريق العقل ، ولهذا وجب الايمان به عن طريق الاستدلال والبرهنة ، ويندرج في ذلك الايمان بوجود الله وصفاته ، والأرواح والملائكة والجنة والنار وعالم البرزخ وغير ذلك من العوالم الروحية الخارجة عن متناول الاحساس.
غير ان الله سبحانه فتح على الانسان كوی ونوافذ على عالم الغيب ليستدل بها على وجود ذلك العالم الغائب عن حسه ، ويستعين بها في الايمان بالغيب.
وها نحن نذكر بعض تلك النوافذ للقارئ الكريم ليكون ايمانه بعالم الغيب قائماً على الدلائل القطعية المحسوسة.
تاركین تفصيل القول في هذه النوافذ إلى الكتب المفصلة التي التفت في هذا المجال :
١ ـ الرؤيا الصادقة
ان للفلاسفة والحكماء ، وعلماء الطبيعة ابحاثاً مستفيضة حول «حقيقة النوم وما يرتبط به من الرؤی» خارجة عن موضوع بحثنا هذا.
نعم ان الذي يمكن أن يقال عن «النوم» هو ان «النوم» نظیر «الموت» ، ففي الموت تتعطل القوى والاثار تعطيلا كاملا ، وتنتهي كل النشاطات والتفاعلات الحيوية في الجسم ولكن في «النوم» يشمل هذا التعطيل جانباً معيناً من