الاخفاء تتجلى تلك الأسرار على شاشة الوعي مع تغيير في الصور والاشكال دون الحقائق والماهيات.
ولهذا القسم أهمية كبيرة في «علم النفس» اذ يمكن الانسان من التعرف على ضمائر الأفراد ومكبوتاتهم ، ومكتوماتهم (١).
وهذان النوعان من الرؤی وما شابههما من الاحلام لا يمتان ببحثنا الراهن وانما المهم هو القسم الثالث الآتي :
ج ـ الرؤيا الصادقة :
فان هذا القسم ليس من قبيل أحلام اليقظة ولا هو من قبيل تجلي مكبوتات اللاشعور في صفحة الشعور ، وانما هي صور واقعية عن أحداث قطعية وقعت قبل الرؤيا أو حينها أو بعدها.
ولقد اشار الشيخ الرئيس ابن سينا الى هذا النوع من الاحلام ودلالتها على عالم الغيب اذ قال.
«التجربة والقياس متطابقان على أن للنفس الإنسانية أن تنال من الغيب نیلا في حالة المنام ، فلا مانع من أن يقع ذلك النيل في حال اليقظة الا ما كان إلى زواله سبيل ، ولارتفاعه امكان.
اما التجربة فالتسامع والتعارف (اي ان اخبار الاخرين ، والمعرفة الشخصية)
__________________
(١) ولقد احرز العالم النفسي «فرويد» نجاحاً كبيراً في شرح هذا القسم من الرؤی والاحلام بيد انه خلطه بالقسم الثالث الاتي ، فقضى على الجميع بحكم واحد ، وتصور ان عامة الرؤى انما هي من ظهور مكبوتات اللاشعور في صفحة الشعور مع ان ما ذكره يرجع الى القسم الثاني الذي لا ننكره بل يثبته العلم والدين معاً دون القسم الثالث الذي لا يمت الى ما ذكره اصلا.