شهدان به ، وليس لأحد من الناس الا وقد جرب ذلك في نفسه تجارب ألهمته الصديق ، اللهم الا ان يكون احدهم فاسد المزاج نائماً قوي التخيل والذكر» (١).
ويريد الشيخ أن لكل احد تجارب شخصية في حقل الأحلام الصادقة ، الا ان يكون فاسد المزاج.
ولاشك أن هذا القسم هو غير القسم الثاني والذي اشار اليه فرويد في ابحاثه النفسية كما عرفت.
ويدل على ذلك أن هناك احلام ورؤى تحكي عن احداث واقعة في عالم اليقظة دون أن يكون لها جذور في اعماق النفس ، ودون أن يكون لها سوابق في باطن الانسان.
وها نحن نذكر نماذج من ذلك وهي ليست سوى غيض من فيض ، ومن اراد الوقوف على المزيد فليراجع الكتب المؤلفة حول المنامات والاحلام التي تذكر رؤی صادقة لا حصر لها ، كما أن لكل انسان تجارب عديدة في هذا المجال ، ولو جمعت اكثر هذه المنامات لبلغت عشرات المجلدات.
١ ـ هناك عالم فاضل يعيش بيننا الان ، قد توفيت زوجته قبل مدة ، وكان لها على أحد دین استلمت في مقابله وثيقة خطية رسمية ، وبعد مضي اشهر من وفاة تلك المرأة ، وحلول موعد اداء الدين تقدم ورثتها الى المدين يطلبون منة سداد المبلغ المذكور ، فطالب بالوثيقة الخطية الرسمية ليسدد الدين ففتشت بنت المتوفاة كل مكان في البيت بحثاً عن تلك الوثيقة ولكنها لم تجدها ويئس الجميع من تحصيل الدين او كادوا.
وذات يوم اسرعت خادمتهم اليهم وهي تصيح لقد رأيت سيدتي (المتوفاة)
__________________
(١) الاشارات ج ٣ ص ٣.