٢ ـ الروح الانسانية المجردة
تدل براهين كثيرة على أن الروح كائن مجرد غير مشوب بالمادة وآثارها وتجرد الروح الانسانية هذا يعتبر من النوافذ المشرعة إلى عالم الغيب ، وخير دليل لاثبات وجود الكائنات المجردة ، والموجودات غير المادية.
وفيما يلي أبرز هذه البراهين وأوضح هذه الأدلة الدالة على تجرد الروح والنفس والشخصية الانسانية نذكرها الواحد تلو الآخر بشكل يتلاءم مع حجم هذا الكتاب.
البرهان (العقلي) على تجرد النفس الإنسانية
ثبات الشخصية الانسانية في دوامة التغيرات الجسدية
ان هذا البرهان الذي أقامه الفلاسفة على تجرد الروح (١) ، أو الشخصية
__________________
(١) ان للنفس الإنسانية عند الفلاسفة تجردين لكل منهما خصوصية :
أ ـ التجرد البرزخي وهو عبارة عن خلو الموجود عن المادة والنقل والجرم ، وان لم يكن خالياً عن الابعاد.
ب ـ التجرد العقلى وهو التجرد الكامل. وللنفس الإنسانية باعتبار مراتبها تجردین :
والمراد من التجرد العقلي هو تجرد النفس عن المادة وآثارها من الكم والكيف وهو حاصل للنفس عند دركها المفاهم الكلية العقلية عن التصور والتصديق ، فهي في تلك المرتبة مجردة عن المادة (أي الثقل والجرم) وآثارها (أعني الكم والكيف).
وأما التجرد البرزخي فهو عبارة عن تجرد النفس عن نفس المادة دون آثارها ، وهو حاصل للنفس عندما تدرك الصور ذات الأبعاد والالوان والكمية والكيفية الخاصة.
ولا غرو في ذلك فان النفس في وحدتها ذات مراتب في كل مرتبة توصف بحكم ما