حول اثبات الصانع لرأيت بأم عينيك كيف يجمعون على الاستدلال للخالق بوجود النظام لا بالجهل بالاسباب والعلل حتى ان المهاجر وخوارق العادة التي تظهر على أيدي نخبة من البشر ليست ـ في منطقهم ـ مما تخلو من علة بالمرة بل لا تستند إلى علل عادية (١).
* * *
ثالثاً) : ان هذه الفرضية تقوم على أساس أن البشر كان يعرف ، بل ويعتقد بقانون العلية ، وهذا هو يعني ان الانسان البدائي لما كان يجهل العلل الواقعية للظواهر الطبيعية آل به هذا الاعتقاد الى اختراع فكرة «خالق الكون» واحلالها محل العلل الطبيعية التي كان يجعلها ، حتى يرضى وجدانه الذي يلح عليه بنسبة كل ظاهرة الى علة.
فلو كان البشر البدائي مدركاً ـ بهذه المنزلة ـ لقانون العلية فلم لا يكون اعتقاده بالله ، ناشئاً عن اذعانه بأن النظام الرائع السائد في الكون الذي لا ينفك عن تأثير بعض أجزائه في بعض ، وانسجام بعضه مع بعض ، قد وجد بفعل قوّة عالمة ، وعارفة بالسنن والقوانين الكونية اللازمة.
نعم ربما يوجد بين بعض البسطاء السذج من المؤمنين بالله من أقام أو يقيم «القوة العليا» مقام العلل الطبيعية غير أن تفسير «الاتجاه الديني» الذي شمل العالم البشري طيلة قرون مديدة ، وسار في ركبه ملايين البشر ، وآلاف الالاف من العظماء والنوابن من المفكرين ، بمثل هذه الامور الصادرة عن بعض السذج والبسطاء ، في غاية السخافة ومنتهی الظلم.
ولأجل ذلك سيوافيك ـ في بعض الفصول القادمة ـ ان الالهي لا يبحث
__________________
(١) سيوافيك بحث المعجزة في الأجزاء التالية من هذه المجموعة العقائدية ان شاء الله.