احد بحجة انها غير مجدية لان الانسان مجبور على ما يفعل ، ومجبول على ما يتخذ من سلوك دون أن يقدر على الحيدة عنه قيد شعرة ، كما ويصح الانتقاد والتوبيخ والمدح والتشجيع ، لان كل ذلك انما يصح على الأفعال الاختيارية.
ومن هنا يتضح ان الاعتقاد بالجبر ـ كما سيأتي الكلام عنه مفصلا فی بحث الصفات والافعال الالهية (١) ـ ونفي طابع الحرية في أفعال الانسان وتصرفاته ومواقفه يعني ـ في حقيقته ـ رفض وابطال مفعول كل الجهود التي يقوم بها علماء التربية الذين يسعون لجعل المجرمين والخاطئين ـ في ظل التربية ـ أفراداً صالحين لا يجتنبون الجرائم والذنوب فحسب بل ويفضلون الاتصاف بالطهارة والنزاهة على التلوث بالمعاصي والآثام.
مكونات الشخصية :
ثم انه ذهب طائفة من علماء النفس إلى أن شخصية الانسان تتكون من عوامل ثلاثة هي التي تصوغ شخصية كل أحد من بدء طفولته إلى عهد كهولته وان ما يصدر عنه من الأفعال والمواقف ما هو الا نتيجة هذه الشخصية المتكونة من هذه العوامل الثلاثة.
وهذه العوامل هي عبارة عن :
١ ـ الوراثة التي اعترف بتأثيرها العلم والعلماء وخاصة في العصور الاخيرة واعتبرت من النواميس الثابتة.
٢ ـ المجتمع الذي يضع للشخصية الانسانية قالباً خاصاً يختار الانسان مسيرته في الحياة على وفقه.
٣ ـ الثقافة التي لها دور بارز في تكوين الشخصية وتأطيرها باطار خاص.
__________________
(١) سيأتي ذلك في الجزء الثاني من هذه المجموعة الاعتقادية باذن الله سبحانه.