توجبه خلقته ، لذهب السعي في التربية سدی ، لأنه لا يقدر ـ والحال هذه ـ الا ان يفعل امراً معيناً دون سواه ، وافق نصح المربي أو لم يوافق ذلك.
٢ ـ لا يعتبر الأحكام الصادرة من المحاكم القضائية أحكاماً جائرة لانها صدرت بحق من اقترفوا الجرائم بمحض ارادتهم ، وبكامل حريتهم ، ولو كان الانسان مجبوراً في فعله لما صح لومه وتوبيخه ولا عتابه وعقابه أبداً لأن عمل المجرم ـ حينئذ ـ یكون كهضم المعدة للغذاء الخارج عن الاختيار.
٣ ـ ويعترف بالمثل والقيم الأخلاقية السامية ويحترمها ويكره سفسافها فلو كان عمل المحسن في صدور الاحسان منه وعمل المسيء في صدور الاسائة امراً غير اختياري لما صح التكريم للاول ، ولا ضده للثاني ، ولا ان يتصفا بالحسن والقبح ، أو يوزنا بوزنين متغایرین. بل يستلزم ذلك أن لا تكون هناك قيم أخلاقية مما اتفقت على ثبوتها أمم العالم جمعاء.
٤ ـ يعتبر نفسه مسؤولا عن تصرفاته وأفعاله الفردية والاجتماعية ويتحمل جميع تبعاتها من الخير والشر.
فلو كان الانسان في عمله مجبوراً ومجبولا على الفعل المعين كان عمله كنزول الحجر من الفوق الى التحت فهل يمكن أن يعتبر الحجر مسؤولا عن فعله؟
ومجرد كون الحجر غير شاعر بفعله ، وكون الانسان واقفاً على فعله ، لا يجعل الانسان مسؤولا عن عمله وتبعاته بعدما ثبت أن العمل كان صادراّ منه الا بالاختيار.
وخلاصة القول : ان الانسان موجود حر ، قادر على الفعل والترك باختياره ، وان من الممكن تغير سلوكه في ظل التربية والتوجيه.
ولهذا تبذل الجهود الاصلاحية والتربوية في الحياة البشرية ، ولا يعارضها