وهذه الصور موجودة بوجود النفس قائمة بها في عالم يناسبهما ، وهو عالم التجرد.
البرهان الرابع على تجرد النفس الإنسانية
الانسان كائن مختار
لاشك في أن كل انسان يجد في نفسه القدرة على اختيار ما يشاء ، وانتخاب ما يريد دون أن يكون مدفوعاً إلى شيء قسراً أو يكون مقهوراً على فعل دون ارادة منه.
فهو اذا خير بين شيئين اختار افضلهما ، واذا انتهى الى مفترق طریقین اختار أحدهما بمحض ارادته وكامل حريته.
ويتجلى هذا الأمر ـ في اجلی مظاهره ـ عند ما لا تكون هناك أية ضغوط خارجية او داخلية عليه.
اعتراف الجميع بحرية الانسان
ومثل هذه الحرية الذاتية والقدرة الطبيعية ـ لدى ابناء الانسان ـ علی الاختيار والانتخاب الحر ، معترف به عند الجميع ، بمعنى انه يعترف به كل انسان سليم الادراك والعقل ان لم يكن بلسانه فبعمله ، حيث اننا نلمس ذلك من خلال الامور التالية :
١ ـ نجده يسعى لتربية أبنائه وتهذيبهم ويعظهم وينصحهم.
كما ونجده ويحترم جهود المربين والمرشدين ويقدرها ولا يعد عملهم امراً لغواً ، عديم الجدوى ، فلو كان الانسان مجبولا على فعل أمر معين حسبما