حول امكانية اعادة المعدوم من أجزاء الجسد بل هي توبيخ لهم علی انكارهم للقاء الله وكفرهم بذلك ولهذا السبب تكون الجملة الثانية هي الجواب الواقعي وحاصله هو : ان الضال من الأدميّ بسبب الموت إنما هو الجسد وليس ذلك حقيقة شخصيته ، واما جوهر شخصيته فهو باق ، وان الذي يأخذه ملك الموت وينتزعه من الجسد ليس الا الجانب الأصيل الذي به تناط شخصيته وهو محفوظ عندنا (١).
فالضال في التراب من الانسان ـ بسبب الموت ـ هو القشر والبدن ، وأما حقيقته وهي الروح الانسانية التي بها قوام شخصيته فلا يطالها الفناء ولا ينالها الدثور.
وبعبارة أخرى : لو ضلّ بالموت كل شيء من وجود كم لكان لاستبعاد كم اعادة الانسان وجه مقبول.
واما اذا بقي ما به واقعيتكم وحقيقتكم وهي النفس الانسانية والروح التي بها قوام الجسد فلا يكون لهذا الاستبعاد مبرر ان تكون الاعادة حينثد أمراً سهلا وممكناً لوجود ما به قوام الانسان.
قال العلامة الطباطبائي في تفسير هذه الاية.
«انه تعالى أمر رسوله ان يجيب عن حجتهم المبنية على الاستبعاد بأن حقيقة الموت ليس بطلاناً لكم ، وضلالا منكم في الارض بل ملك الموت
__________________
(١) ولقد عبر القرآن عن اخذ ما يعد ملاك الشخصية الإنسانية بلفظ «التوفى» وهو ليس بمعنى الأمانة بل هو بمعنى الأخذ والاستيفاء كما هو معلوم لمن راجع معاجم اللغة وطالع القواميس ، بخلاف ما هو دارج في العرف.
فيكون معنی يتوفاكم هو ان ملك الموت يأخذ أرواحكم فهي باقية عندما نعيدها الى الابدان متی شئنا ذلك.