واما الدخول في صميم جهنم ، والاحتراق بنارها احتراقاً كاملا فهو حاصل يوم تقوم القيامة.
هذا مضافاً الى دلالة كلمة «غدواً وعشياً» على ما ذكرنا لأنه ليست الدار الاخرة دار الغدو والعشي ، وانما ذلك خاص بالحياة الدنيا التي نحن فيها الان.
والی بعض هذه الحقائق وغيرها اشار العلامة الطباطبائي لدى تفسيره لهذه الاية اذ قال : «الاية صريحة :
أولا : في ان هناك عرضاً على النار ثم ادخالا فيها. والادخال أشد من العرض.
وثانياً : في ان العرض على النار قبل قيام الساعة التي فيها الادخال ، وهو عذاب البرزخ وهو عالم متوسط بين الموت والبعث.
وثالثاً : ان التعذيب في البرزخ ويوم تقوم الساعة بشيء واحد ، وهو نار الاخرة لكن البرزخيين يعذبون بها من بعيد ، وأهل الاخرة بدخولها» (١).
* * *
٧ ـ حَتَّىٰ إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ ۚ كَلَّا ۚ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا ۖ وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ (المؤمنون ٩٩ ـ ١)
ويكون الاستدلال بهذه الاية من وجهين :
الأول : ان الانسان المذنب حين الموت يری ـ بعد أن تقبض روحه ـ ما اعد له في عالم البرزخ من عذاب الیم ، ولهذا يخاطب الملائكة ويطلب منهم أن يرجعوه الى عالم الدنيا علّه يعمل صالحاً ويتدارك ما فوّت ، ويتلافی ما فرط والى هذا يشير قوله سبحانه : حَتَّىٰ إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ.
__________________
(١) الميزان ج ١٧ ص ٣٣٥.