وَمَا أَنزَلْنَا عَلَىٰ قَوْمِهِ مِن بَعْدِهِ مِن جُندٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنزِلِينَ * إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ (یس : ٢ ـ ٢)
وهذه الايات تتحدث عن الرجل المؤمن الذي جاء قومه من اقصا المدينة يدعوهم إلى الله فلما سمعوا منه ذلك القول قتلوه فادخله الله الجنة بعد موته ، فتمنى في ذلك الحال لو أن قومه الموجودين في الدنيا علموا بما اعطاه تعالی من المغفرة ، وجزيل الثواب ، ليرغبوا في مثله ، وليؤمنوا ، لینالوا ذلك (١).
ومن المعلوم ان دخول الجنة والتمني هذا كان قبل قيام الساعة ، ويدل على ذلك قوله تعالى : وَمَا أَنزَلْنَا عَلَىٰ قَوْمِهِ مِن بَعْدِهِ مِن جُندٍ مِّنَ السَّمَاءِ ... الصريح في انهم قتلوا بعده بالصيحة.
والمراد بالجنة المذكورة في الاية هي الجنة البرزخية.
قال العلامة الطباطبائي في تفسير هذه الآية : «والمراد بالجنة على هذا جنة البرزخ دون جنة الآخرة» (٢).
* * *
٦ ـ وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ * النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا ۖ وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ (غافر ٤٥ ـ ٤٦)
فالاية بدليل قوله تعالى «ويوم تقوم الساعة» تفيد بصراحة أن قوله سبحانه حول اعراض آل فرعون على النار غدواً وعشياً راجع الى ما قبل قيام الساعة ، أي في الفاصلة الزمنية بين لحظة الموت ، وساعة قيام الساعة.
فكأن الآية تقول : يعرضون على النار غدواً وعشياً قبل يوم القيامة عرضاً ،
__________________
(١) مجمع البیان ج ٨ ص ٤٢١.
(٢) تفسیر المیزان ج ١ ص ٣٣٥.