قال العلّامة الطباطبائي في تفسيره لهذه الايات وخاصة الأية الأخيرة : «في الاية دلالة على بقاء الانسان بعد الموت ما بينه وبين يوم القيامة» (١).
٤ ـ وَلَا تَقُولُوا لِمَن يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ أَمْوَاتٌ ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَـٰكِن لَّا تَشْعُرُونَ (البقرة ـ ١٥٤)
والاستدلال بها على خلود الروح على نحو الاستدلال بالايات السابقة.
قال العلّامة الطباطبائي في هذا المجال :
«معنى الآية ـ والله أعلم ـ ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات ، ولا تعتقدوا فيهم الفناء والبطلان كما يفيده لفظ الموت عندكم ، ومقابلته مع الحياة وكما يعين على هذا القول حواسكم فليسوا بأموات بمعنى البطلان بل أحياء ولكن حواسكم لا تنال ذلك ولا تشعر به.
ثم قال : فالآية تدل دلالة واضحة على حياة الانسان البرزخية كالاية النظيرة لها وهي قوله : وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّـهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ آل عمران ـ ١٦ والايات في ذلك كثيرة» (٢).
* * *
٥ ـ وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَىٰ قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ * اتَّبِعُوا مَن لَّا يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُم مُّهْتَدُونَ * وَمَا لِيَ لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ * أَأَتَّخِذُ مِن دُونِهِ آلِهَةً إِن يُرِدْنِ الرَّحْمَـٰنُ بِضُرٍّ لَّا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلَا يُنقِذُونِ * إِنِّي إِذًا لَّفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ * إِنِّي آمَنتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ * قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ ۖ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ * بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ
__________________
(١) الميزان ج ٤ ص ٦١.
(٢) الميزان ج ١ ص ٣٤٧ ـ ٣٤٨.