قال العلّامة الطباطبائي في تفسير هذه الآية : (قوله تعالى : اللَّـهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ ... المراد بالانفس هو الارواح المتعلقة بالابدان لا مجموع الأرواح والابدان لأن المجموع غير مقبوض عند الموت ، وانما المقبوض هو الروح.
(ثم قال) : ويستفاد من الآية أن النفس موجود مغاير للبدن بحيث تفارقه وتستقل عنه وتبقى بحيالها» (١).
* * *
٣ ـ وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّـهِ أَمْوَاتًا ۚبَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّـهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّـهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّـهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ (آل عمران : ١٦ ـ ١٧١).
والايات هذه صريحة ـ كل الصراحة ـ في بقاء الارواح بعد مفارقتها الابدان ، وبعد انحلال الاجساد وتفككها كما يتضح ذلك من الامعان في المقاطع الأربعة التالية :
١ ـ «أحياء عند ربهم».
٢ ـ «يرزقون».
٣ ـ «فرحين ...».
٤ ـ «ويستبشرون ...»
والمقطع الثاني يشير الى التنعم بالنعم المادية ، والثالث والرابع يشيران الى النعم الروحية والمعنوية.
__________________
(١) الميزان ج ١٧ ص ٢٦.