بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّـهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ (الانعام ـ ٣)
والاستدلال بهذه الاية على بقاء الروح بعد فناء الجسد وتلاشيه من طريقين أيضاً :
أ ـ قوله «اخرجوا انفسكم» صريح في ان الملائكة تنتزع الروح من البدن ويعني هذا ان التالف هو البدن ، واما الروح فتؤخذ اخذاً وتخرج من الجسد اخراجاً.
ب ـ ان ظاهر قوله ٨ ـ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ هو الاشارة الى يوم الموت ، وساعته ، ولو كان الموت فناءاً كاملا للانسان لما كان لهذه العبارة معنی اذ بعد فناء الانسان فناء كاملا شاملا لا يمكن ان يحس بشيء من العذاب.
ومن هنا يتبين ان الفاني انما هو الجسد ، واما الروح فتبقى وترى العذاب الهون وتذوقه وتحس به.
قال العلامة الطباطبائي في تفسير هذه الآية : «ان كلامه تعالی ظاهر في ان النفس ليست من جنس البدن ولا من سنخ الأمور المادية الجسمانية وانما لها سنخ آخر من الوجود يتحد مع البدن ويتعلق به نوعا من الاتحاد والتعلق غیر مادي .. فالمراد بقوله : أَخْرِجُوا أَنفُسَكُمُ قطع علقة انفسهم من ابدانهم وهو الموت.» (١)
* * *
٩ ـ وَلَوْ تَرَىٰ إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ * ذَٰلِكَ بِمَا
__________________
(١) الميزان ج ٢ ص ٢٨٥.