قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّـهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ. (الانفال ٥ ـ ٥١)
والآية الأولى تدل على بقاء الروح من عدة جهات منها :
أ ـ أن التوفية ـ كما اسلفنا ـ معناها الاخذ لا الابادة والاهلاك على خلاف ما هو متصور في العرف ، وقد اسلفنا الإشارة إلى هذا.
ب ـ ان هناك مضافا الى ضرب الملائكة لوجوه الكفار وادبارهم حين الموت عذاب آخر يذوقونه ، وهو لاشك غير العذاب الأول بدليل العطف بالواو «وذوقوا عذاب الحريق».
وايضا بدليل أن هناك آيات أخرى تعرضت لذكر العذاب الأول مثل قوله تعالی فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ (محمد ـ ٢٧)» مما يدل على ان ثمت عذابين منفصلين من حيث الموضوع والمحمول فالعذاب الاول موضوعه الجسد ، والعذاب الآخر موضوعه الروح.
١ ـ فَعَقَرُوا النَّاقَةَ وَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ وَقَالُوا يَا صَالِحُ ائْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ * فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ * فَتَوَلَّىٰ عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَـٰكِن لَّا تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ. (الاعراف : ٧٧ ـ ٧)
هذه الآيات تدور حول صالح النبي وقومه ، فانهم لما طلبوا منه معجزة ، فاتی بالناقة ، ولكنهم عقروها كفراً وعتواً فاخذتهم الصاعقة واهلكوا باجمعهم خاطبهم صالح بعد اهلاكهم بما خاطبهم.
ففي هذه الآيات دلالة على بقاء ارواحهم بعدفناء وهلاك اجسادهم اذ قد دلت الآية : فَأَخَذَتْهُمُ ... على اهلاكهم وابادتهم اولا ، كما دلت الآية : فَتَوَلَّىٰ