العلم ، ويحصل على الدواء المناسب بعد سلسلة من التجارب والاختبارات والمحاولات العديدة) ، استعاد عافيته ، او تخلص من عاهته فجأة ودون انتظار وذلك بمسح اليد على جسمه او تلاوة اوراد واذكار علمنا بان هناك عاملا آخر وراء العالم المادي والنواميس الطبيعية أثر في ذلك المريض او ذي العاهة واكسبه العافية ، وازال عنه تلك العاهة (١).
ان هذه الأمور التي تحققت على ايدي نخبة كريمة من البشر ، في عصور غابرة ، على سبيل اظهار المعاجز والكرامات ، ووصلت الينا أنباؤها على وجه التواتر الذي لا يقبل اي شك او انكار ، تكشف عن ذلك العالم الغائب بخصوصياته ومقاییسه عن الحواس.
ولاجل ان هذه الخوارق للعادة تبين أن هناك عالما وراء العالم المادي المحسوس هو الذي يقف وراء حدوث هذه الخوارق والاعاجيب سماها القرآن بالبينات اذ يقول :
١ ـ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ (البقرة ـ ٢٥٣)
٢ ـ وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَىٰ تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ (الاسراء ـ ١١)
ولتأكيد هذه الحقيقة نذكر للقارئ العزيز مثالين آخرين لا يسع لاحد أن ينكرهما او يشك فيهما :
ألف ـ لاشك ان اي مجتمع من المجتمعات البشرية لا يصل الى قمة الكمال والتقدم الا اذا تدرج في مدارج الكمال خطوة فخطوة ، وقطع طريقه
__________________
(١) وقد حدث مثل هذا على يد النبي العظيم المسيح بن مریم علیه السلام : حيث قال القرآن حاكياً عنه : وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَىٰ بِإِذْنِ اللَّـهِ (آل عمران ـ ٤٩)