الخياليين استدلوا على عدم تمكن الانسان من التوصل الى الحقائق الخارجية المحسوسة المستقلة عن مجال التصور والذهن بالأدلة التالية :
١ ـ وقوع الخطا في الحواس
يقول الخياليون : ان حواسنا مع انها أقوى وسيلة لاتصالنا بالواقع الخارجي ، وادراك الحقائق المحسوسة ، ووصولنا إلى مراتب الواقع ، فانها لا تخلو عن الخطأ والاشتباه.
ولهذا قال جورجياس : «ليس هناك شيء موجود وان فرض أن هناك ما هو موجود فلا يمكن لأحد ان يعرفه واذا أمكن لأحد أن يعرفه فلن يستطيع أن يوصل معرفته الى الاخرين» (١).
وقال جورج باركلي : «المعرفة الحقيقية هي المقصورة على ما يبدو للشعور باعراض محسوسة ، وان ما لا يبدو محسوساً وهم محض» (٢).
وقال كارنیاد : «ان الحواس التي هي عرضة للضلال والخطأ دائماً لا يمكن ان تتخذ اماماً وهادياً ، كما ان التقاليد ليست بأحسن حالا منها لانها تختلف باختلاف الأوطان.
ثم قال : ان الصور التي نراها في الاحلام تفرض علينا بنفس القوة المقنعة التي لصور اليقظة ، فالوحش الذي يطاردنا في الاحلام ليس أقل ترويعاً لنا من وحوش الغابة» (٣).
ويجاب عن ذلك : بأن الوقوف على خطأ الحواس وادراك ان بعض
__________________
(١) الفلسفة اليونانية اصولها وتطورها ص ١٢.
(٢) تاريخ الفلسفة الحديثة ص ١٤٨.
(٣) الفلسفة اليونانية اصولها وتطورها ص ٢٢٨.