مدرکاتها لا تنطبق على الواقع خير دليل على الأمور التالية :
١ ـ ان الخيالي قد اعترف بأن هناك واقعية خارجية وراء ذهنه ، وذهنياته.
٢ ـ انه قد عرف الواقع في بعض الموارد بحدوده وخصوصياته.
٣ ـ انه قد وقف على أن ما أدركه بفضل الحواس في بعض الموارد لا ينطبق على الواقع الذي أدركه بحدوده وخصوصیاته.
فهذا الدليل يثبت خلاف ما یبتغية المستدل ولهذا قال العلامة «الطباطبائي» في هذا المجال :
ان هذا الاستدلال يبطل نفسه ، فلو لم يجز الاعتماد على شيء من التصديقات لم يجز الاعتماد على المقدمات المأخوذة في نفس هذا الاستدلال.
أضف إلى ذلك أن الاعتراف بوجود الخطأ ، وكثرته اعتراف بوجود الصواب بما يعادل وجود الخطأ أو يزيد عليه.
مضافاً إلى ان القائل بوجود العلم لا يدعي صحة كل تصدیق ، بل ان ما يدعيه في الجملة.
وبعبارة أخرى : انه يدعي الايجاب الجزئي في مقابل السلب الكلي ، والحجة لا تفي بنفي ذلك (١).
وخلاصة القول ، آن وقرف الانسان على خطأ حواسه (كما في مثل تصور القطرات التي تشكل بتتابعها خطاً مستقلا وتلاقي الخطين المتوازيين في نهايتهما ، وتلاقي الافق مع الارض واحساس المريض بمرارة الماء الحلو ، ورؤية الكبير صغيراً من بعيد أو بالعكس) أوضح دليل على ان الانسان قادر الى أن يصل الى الواقع الخارجي ، وان يدرك المحسوسات الخارجية كما هي
__________________
(١) الميزان ج ١ ص ٤٧.