فروض ثلاثة.
١ ـ اما أن يكون هذا التناسق أثر وخاصية كل واحد من المواد الموجودة في الطبيعة. ٢ ـ اما أن يكون هذا التناسق أثر وخاصية اجتماع المواد جميعها كيفما اتفق هذا الاجتماع.
٣ ـ اما أن يكون هذا التناسق أثر وخاصية اجتماع المواد جميعها ، ولكن بنحو خاص.
وحيث لا يمكن القبول بالفرض الأول لبداهة عدم حصول هذا النظام من كل مادة بمفردها ، بل لابد من انضمام المواد الى بعضها.
كما لا يمكن القبول بالفرض الثاني لان اجتماع الاشياء كيفما اتفق لا يمكن هو الآخر أن يحقق تناسقاً خاصاً يترتب عليه ـ دون سواه ـ هدف معين وآثار معينة.
فيبقى الفرض الثالث وهو ان يكون التناسق مرهوناً باجتماع هذه المواد بنحو خاص ، وحينئذ نتساءل :
ما الذي سبّب أن تجتمع هذه المواد ذات الخواص المتنوعة على هذا النحو الخاص ـ دون غيره من ملايين الصور الأخرى للاجتماع والتركيب ـ لان هذا النحو هو الذي يحقّق ـ دون سواه ـ الهدف المطلوب في حين ان حصول مثل هذا التناسق الخاص والتركيب المعين وتحقق الهدف المترتب عليه ، لم يكن من الخواص الذاتية للمواد بمفردها ـ والّا لصحّ الفرض الأول الذي ثبت بطلانه.
وللمزيد من التوضيح نقول : ان جملة (افلاطون كان فيلسوفاً) تتكون من (١٧) حرفاً ، وهي عبارة عن (أ ـ فـ ـ لـ ـ ا ـ ط ـ و ـ ن ـ ك ـ ا ـ ن ـ