من القضية لا يتصف بالجزم والقطعية الا اذا ظهر امتناع نقيضها ، والا فلو صحت الفكرة وصح ـ في الوقت ذاته ـ نقيضها لانقلب العلم إلى الشك ، والجزم الى التردد.
ان العلم بصدق كل قضية مفروضة على وجه القطع ، لا يتحقق الا بعد العلم والقطع بكذب نقيضها ، فلو ايقنا بان المادة حادثة فلا بد ان نكون قد اذعنا ـ في الوقت نفسه بكذب قدمها ، كما لو اننا اذا ادعينا بان «افلاطون» هو معلم «ارسطو» لابد ان تذعن بكذب نقيض ذلك وهو ان «افلاطون» ليس معلماً لأرسطو.
وفي هذا الصدد قال الفيلسوف الاسلامي الكبير «صدرالدین الشيرازي»
«وأحق الأقاويل ما كان صدقه دائماً وأحق من ذلك ما كان صدقه أولياً ، وأول الأقاويل الحقة الأولية التي انكاره مبنی كل سفسطة هو القول بأنه لا واسطة بین الايجاب والسلب ، فانه اليه ينتهي جميع الأقوال عند التحليل ، وانكاره انكار لجميع المقدمات والنتائج» (١).
فما تدعيه الماركسية من امكان اجتماع النقيضين وما يسوقه اصحابها لذلك من الأمثلة جميعها خارجة عن نطاق المتناقضين اللذين ثبتت استحالة اجتماعهما بالشرائط المذكورة ، وبالتالي فان ذلك الزعم الباطل اما ناشي من كون ما يستشهدون به من امثلة من غير باب المتناقضين ، واما لانهم لم يلاحظوا الشرائط المذكورة للاستحالة ولم يراعوها.!!!
واليك بعض الأمثلة التي يقيمونها وحقيقة الحال فيها :
١ ـ مثال اجتماع الهجوم والدفاع في الحرب الواحدة.
٢ ـ مثال اجتماع التقدم والتراجع في المعركة الواحدة.
٣ ـ مثال اجتماع النصر والهزيمة كذلك.
__________________
(١) الاسفار ج ١ ص ٨ ـ .