٤ ـ مثال اجتماع الموت والحياة في الجسم الانساني.
٥ ـ مثال البذرة والشجرة.
وانه مع غض النظر عما في هذه الأمثلة من الضعف وان اكثرها ليس من مقولة النقيضين ، نقول : ان امكان اجتماع النقيضين في هذه الموارد انما هو لفقدان أحد الشروط والوحدات الثمانية التي سبق أن أشرنا اليها.
ففي الهجوم والدفاع لا يتوفر شرط وحدة الزمان أو وحدة الموضوع فالهجوم وقع في وقت أومن فئة ، والدفاع وقع في وقت أو من فئة أخرى ، وهكذا الحال في النصر والهزيمة ، والتقدم والتراجع.
واما مثال الحياة والموت في الجسم الانساني ، فلا يتوفر فيه شرط وحدة الموضوع تارة ، اذ تموت خلية وتولد خلية أخرى ، وشرط وحدة الزمان تارة أخرى ، اذ الخلية التي ولدت الان تموت في وقت آخر ، فلا تجتمع الحياة والموت في وقت أو موضوع واحد.
واما مثال البذرة والشجرة فلا يتوفر فيه شرط وحدة القوة والفعل حيث ان أحدهما موجود وهو البذرة بالفعل ، والاخر وهو الشجرة موجود بالقوة فأين اجتماع النقيضين الذي يدعيه الماركسيون؟!
أن هذه الأمثلة تشبه قولنا : ان السماء تمطر الان في هذا البلد ، ولا تمطر في ذلك البلد ، او ان السماء تمطر الان ولا تمطر غداً.
فان القضيتين في كل من المثاليين صادقتان لعدم توفر أحد شرائط الاستحالة في المقام وهو الاتحاد في الزمان.
وبالجملة ، ان من يدعي استحالة اجتماع التقيضين لا يدعيه على وجه الاطلاق ، بل يدعيه في نطاق خاص وتحت شرائط معينة بحيث لو انتفى أي واحد من تلك الشرائط لامكن اجتماع النقيضين ، ولكنه في الحقيقة ليس باجتماع ،