المؤلفات الفلسفية (١).
ومع ذلك كيف يدعي الماركسيون انهم هم الذين وقفوا على قانون الحركة ، ولم يسبقهم اليه أحد؟!!
كيف يدعون ذلك وها هو الفيلسوف الاسلامي الكبير «ابن سینا» والفيلسوف الالهي «صدر الدين الشيرازي» قد بحثا مسألة الحركة بتفصيل يقف عليه كل من راجع كتابي «الشفاء» لابن سینا و «الاسفار» للشيرازي ، الى غيرهما من كبار الفلاسفة والمتكلمين في كتبهم؟!
بل صرّح القرآن بوجود الحركة الذاتية (٢) في الطبيعة حيث قال الله سبحانه :
وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ ۚ صُنْعَ اللَّـهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ ۚ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ (النمل ـ ٨٨).
وقال تعالى عن تطور السماء وتكاملها من الغازات الى ما هي عليه الان :
ثُمَّ اسْتَوَىٰ إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ
__________________
(١) وقد عزى ابن سينا الاستدلال بالحركة على الصانع الی الطبيعيين حيث قال في ص ٦٦ من ج ٣ من الاسفار : «والحكماء الطبيعيون أيضاً يستدلون بوجود الحركة على محرك ، وبامتناع اتصال المحركات لا الى نهاية ، على وجود محرك أول غير متحرك ثم يستدلون من ذلك علی وجود مبدأ أول».
وقال الحكيم السبزواري في منظومته الفلسفية ص ١٤٧.
ثم الطبيعي طريق الحركة
يأخذ للحق سبیلا سلكه
وراجع الأسفار الصدر الدين الشيرازي ج ٦ ص ٤٢ ـ ٤٣.
(٢) المراد من هذه الحركة هو الحركة الجوهرية التي سيأتي بيانها مفصلا عما قريب.