واو) الحركة الجوهرية والتحولات الكيمياوية
ان علماء الطبيعة أثبتوا حركة دائرية لأجزاء الذرة ، وتحولات الانجم ، أو تحولات كيمياوية تؤول إلی تغیرات وتبدلات.
ولكن هذه الحركات والتحولات ـ مع صحتها في حد ذاتها ـ لا تمت الی الحركة الجوهرية بصلة لان الحركة الجوهرية هي الحركة التابعة من بواطن الأشياء ، وصميمها ، فما لم تكن هناك حركة تابعة من جوهر الشيء وذاته لا يمكن أن تكون هناك حركات في سطوحه وظواهره.
فحركة الذرة حركة في الأين ، والتبدلات الحاصلة في الانجم من قبيل الحركة في الكيف ، نعم كل ذلك انما هو يفضل «الحركة الجوهرية».
وان شئت التعبير عن هذه الحركات والتحولات وتسميتها باسم قسمها بـ : «الحركة في الحركة».
وبعبارة أخرى : ان هذه الحركة (أي حركة الأعراض في ضمن حركة الجوهر والتي هي من قبيل الحركة في الحركة) هي احدى النتائج العاشرة النظرية «الحركة الجوهرية» حيث ان الحكماء ـ قبل اكتشاف هذه الحركة ـ كانوا يعدون الحركة في الحركة أمراً محالا ، ويستدلون لذلك بأنها من قبيل التدريج في التدريج المحال ، ولذلك كانوا يعدون تحقق الحركة في مقولتي الفعل والانفعال أمراً محالا ، لان الحل هو التأثير التدريجي والانفعال هو التأثر كذلك ، وحيث اعتبر التدرج في نفس ماهيتهما امتنع أن تعرض عليهما الحركة لانه يستلزم وقوع التدريج في التدريج.
لان الأمر التدريجي وان كان تدريجياً من حيث الوجود ، والتحقق ، لكنه في تحقق وصف التدريج يجب أن يكون فعلياً لا تدريجياً حتى في هذه الناحية.