تقوم بنفسها فواقعیتها نفس التعلق والتدلي عرفنا صحة قول الحكيم السبزواري من «ان الموجودات الامكانية متدليات بنفسها متعلقات بغيرها».
وهكذا أدت فكرة «حركة المادة» التي تمسك بها الديالكتيكيون لنفي وجود الخالق المحرك ، الى ابطال دعواهم هذا ، واثبات عكس مقصودهم وهو وجود ذلك الخالق الفاعل المحرك.
* * *
هاء) ـ الحركة تلازم الغاية
أن الحركة لما كانت تعني خروج الشيء من القوة الى الفعلية لم تخلو من غاية حتماً.
فان الحركة ليس الا توجهاً من نقطة إلى نقطة أخرى ، ومثل هذا الشيء لا يمكن أن يكون بلا غاية ولاغرض يناسب سنخ الحركة ، فان الشجرة عندما تتحرك ابتداءاً من البذرة فانها تهدف غاية وهي أن تصل الى مرحلة الثمرة المعينة المطلوبة.
وهكذا حركة الحيوان.
وعلى هذا الأساس أي اذا كان عالم الطبيعة متحركاً بالذات ، متبدلا في الجوهر صح توصیفه بأنّه متجه من نقطة إلى أخرى ، ومن جهة الى جهة ، وليست تلك الجهة الا ما یعبر عنها في ألسنة الشرائع السماوية بالمعاد ، وكل هذا إنما هو لاجل ان الحركة لا يمكن أن تكون بدون غاية.
والیهذا يشير قول الله سبحانه في القرآن الكريم : إِذَا السَّمَاءُ انفَطَرَتْ * وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انتَثَرَتْ * وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ * وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ * عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ (الانفطار ١ ـ ٥).
* * *