حتی يوجد الحركة فيها ، اي يوجد الوجود المتغير السيال ، والا يلزم ان تكون جهة الانفعال نفس جهة الفعل اي ان يكون التحرك عين المحركية ، والمحرك عين المتحرك.
قال الفيلسوف الاسلامي الكبير «صدر الدين الشيرازي» : «ان الحركة لكونها صفة وجودية امكانية لا بد لها من «قابل» ولكونها حادثة ، بل حدوثاً ، لابد لها من «فاعل» ولابد من ان يكونا متغایرین لاستحالة كون الشيء قابلا ، وفاعلا ، فعلا وقبولا ، تجددیین واقعين تحت مقولتين متخالفتين ، وهما مقولة ان يفعل وان ينفعل ، والمقولات اجناس عالية متباينة ، ولاستحالة كون المفيض مستفيضة بعينه فالمحرك لا يحرك نفسه ، بل الشيء لا يكون في نفسه متحركا ، والمتحرك لا يتحرك عن نفسه ، فتكون حركته بالفعل من جهة ما هو بالقوة ، وهذا محال ، والمسخن لا يسخن نفسه بل لامر تكون سخونته بالقوة فلابد ان يكون قابل الحركة متحركا بالقوة لا بالفعل ، وفاعلها لابد وان يكون بالفعل فيما يحرك الشيء اليه اعني الكمال الوجودي الذي يقع فيه الحركة ، وان لم يكن بالفعل في نفس الحركة ولا بالقوة ، اذ ليست الحركة كمالا لما هو موجود بالفعل من جهة ما هو موجود بالفعل (١)».
فتبين من هذا البحث الضافي امور :
أ ـ ان عالم المادة بما أن وجوده متدرج وسیال فلم يزل من حدوث الى حدوث ، لا ينفك عن محدث له.
ب ـ اذا كان العالم في كل لحظة متجدداً في جوهره واعراضه تبين معنی قول الله سبحانه في القران الكريم : «كل يوم هو في شأن».
ج ـ اذا كانت واقعية المادة هي نفس الحركة ولم يكن في المكان الحركة ان
__________________
(١) الأسفار ج ٣ ص ٣٨.