عرفت ـ بل هي مبنية لكيفية وجود المقولة.
فمقولة الكيف والكم اذا عرضت عليها الحركة كان معنى ذلك ان وجود تلك المقولة وجود تدريجي غير قار الذات ، وفي ضوء هذا اذا كانت مقولة الجوهر متحركة صار معناه ان وجود تلك المقولة وجود تدريجي سيال ، غير قار الذات ، فاذا كان العالم بجواهره واعراضه متحركاً سيالا ، كان وجوده وجوداً سيالا متدرجاً متقضياً.
فاذا لم تكن الحركة سوى نحو جود للمقولة يصير وجود المقولات على غرار وجود الحركة سيالا زائدا ، وعندئذ يصير عالم المادة بجوهره واعراضه نفس الحركة ، وبذلك يعلم صحة قول الحكيم الالهي صدر الدين الشيرازي بأن «الحركة في كل مقولة عين تلك المقولة لا شيئا زائداً عليه (١)».
فلفظة المادة عبارة اخرى عن الحركة ولفظة الحركة عبارة اخرى عن المادة ، فيصير الكون كله وسيلاناً ، وزوالا وتقضياً كله ، والكون الذي هذا هو حاله كيف يمكن ان يوجد بنفسه ، اليس هذا يعني ان توجد الحركة من دون محرك؟
ان لنا ان نتساءل هنا : اذا كانت حقيقة العالم هي نفس الحركة ونفس الصيرورة التي سنخها سنخ الانفعال والتأثر فلابد ان يكون هناك محرك خارج عن الطبيعة
__________________
(١) والضابطة الكلية ـ في المقام ـ هي ان كل ما يوجد أزيد من مقولة فهو لا يدخل تحت مقولة خاصة بل يكون في كل مقولة نفسها ، وهذا كالحركة والعلم والوحدة التي يوجد في كثير من المقولات ، ولاجل ذلك لا يمكن تحديد كل واحد منها بمقولة خاصة ، فلا يمكن ان يقال : ان العلم من مقولة الكيف او الجوهر بل يجب ان يقال : ان العلم في الكيف كيف ، وفي الكم كم.
وهكذا الحركة في الكيف كيف وفي الكم كم ، ومثلهما الوحدة. والتفصيل متروك لموضعه.