حال السيلان والتدرج وان الحركة ليست مختصة بظواهر المادة وسطوحها (أي باعراضها) بل السيلان والتدرج والزوال والحدوث ، يعم جوهرها وصلبها ووجودها وهويتها أيضاً.
فالشيء بوصف كونه زائلا حادثاً لا يمكن أن يكون مستقلا وغنيا عن الفاعل ومستغنياً عن المتكأ والمعتمد.
ان الحركة تشكل كيفية وجود المقولة فلا سنخية له الّا سنخية نفس وجود المقولة.
وبعبارة أخرى : ان الحركة ليست الا تعبيراً آخر عن كيفية وجود الشيء أي ان لوجود كل شيء صورتين أو كيفيتين :
١ ـ وجود قار ثابت.
٢ ـ وجود متحرك متدرج.
فاذا كانت المادة وكان الكون متحركاً في جوهره وذاته فان معنى ذلك ان لها وجوداً سیالا متدرجاً ينقضي بعضه بوجود البعض الآخر ، فاذا كان هذا هو حال العالم ، فهو اذن «موجود حادث لم يكن من ذي قبل» فيحتاج الى المحدث ، لاحتياج كل حادث الى ذلك.
وصفوة القول أن البراهين السابقة الدالة على الحركة الجوهرية أثبتت ان العالم بذاته وجوهره في حال تغیر وتبدل مستمرین ، وان الكون بمادته وجوهره يشبه نبعاً دائماً التدفق ينبع من جانب وينعدم في جانب آخر ، وان الطبيعة بظاهرها وباطنها ، بشكلها وجوهرها ، في حال التبدّل والتغيّر المستمرین.
وعندئذ يصير العالم نفس الحركة ، ونفس التغيّر وذلك بالبيان التالي :
ان الحركة بالنسبة الى وجود المقولة ليست أمراً عارضاً لها ـ كما