صحيح أن الاقتصاد يلعب دوراً هاماً في مجالات الفكر والظواهر الاجتماعية إلا أن الاقتصاد ليس هو العامل الوحيد الذي له مثل هذا الدور والتأثير ، فليس الاقتصاد هو القوة الوحيدة المحركة للتاريخ وليست وسائل الانتاج هي القوة الكبرى التي تصنع تاريخ الناس ، وتطورهم وتنظمهم بل هناك عوامل محركة اخرى للتاريخ نذكر بعضها :
أ ـ الغرائز التي جبل عليها الانسان ، فان لها دوراً مؤثراً لا يمكن انكاره في نشوء الحوادث الاجتماعية فقد اثبت الروحيون ان الانسان ينطوي على غرائز خاصة تفعل كل واحدة منها اثرها الخاص في الحياة والمجتمع مثل غريزة طلب العلم ، والجاه ، والجمال. وغيرها ، وما يتولد عنها من تطورات اجتماعية.
ب ـ الشخصيات البارزة فان لها أثراً كبيراً في خلق الظواهر الاجتماعية فان هذه الشخصيات لا تكتفي بالتفرج على الأوضاع ، بل تلعب أدواراً ، وتصنع أحداثاً ، وتوجد تغییرات ، وتاریخ الامم بما فيها من صفحات مشرقة خير شاهد على ان هذه الشخصيات قد اشعلت شرارة الكثير من الثورات الاجتماعية ، وأوجدت الكثير من التحولات ، وانه لولاهم لما حدث مثل تلك التحولات ، ولما تفجرت تلك الثورات.
ج ـ فكرة القومية فقد كان لها أثرها الخاص في التطورات الاجتماعية لدى الأمم المختلفة فهذا هو هتلر الالماني اشعل الحرب العالمية الثانية بفكرة القومية النازية.
ولهذا عمد بعض المفكرين في بعض البلاد الى التوسل بالقومية ، واحياء روحها ، والهاب مشاعر الناس بها ، للوقوف في وجه الأعداء أو تحقيق النهضة